يدور حول السلوك الإجرامي تساؤلات عده لذلك حاولت أن أطرح تفسير هذا السلوك من عدة جوانب ..
الجانب النفسي ، والجانب الإجتماعي ، والجانب البيولوجي
ولعلي أن أوفق بتقديم ما يكون كافي ووافي ..
تفسير وتحليل السلوك الإجرامي ..
ـ أولا : الجانب النفسي ..
بعض الباحثين النفسيين يرى أن لدى المجرم رغبة قوية لا تقاوم لإرتكاب الجريمة وما أن يرتكب الجريمة حتى يشعر بالذنب فيدفعه ذلك للبحث عن العقاب ، فيرتكب جريمة أخرى لينال عليها العقاب ويسمحوا للسلطة بضبطهم .
وهناك بعض التحليليين الذين لا يركنون كثيرا على فكرة الذنب اللاشعورية ،
وإنما يرجعون الجريمة إلى الحرمان العاطفي خلال الطفولة <<((وأنا من مؤيدين هذه النظرية)) لأن المجرمين لا يهتمون بأحد ، غير ثابتين ، لا يعتمد عليهم ،
ساديين لم يحبوا أنفسهم إطلاقا . وربما كانوا منبوذين من آبائهم . وقد يكونون قد خضعوا لمعاملة متذبذبة غير ثابتة بحيث أنهم لا يشعرون نحو الآخرين إلا بالعداوة والإنتقام . وحيث أنهم حرموا من الحب والعطف فإنهم لا يستطيعون أن يعطوا الحب أو العطف لأي إنسان .
أما السلوكيونفيقدمون تصورا عن نشأة الجريمة مضمونها أن الجريمة نشأت من جراء عملية تعلم خاطئة وكانت محاطة بنماذج سيئة ،وعلى الأخص الآباء إذا كانوا غير مسئولين هم أنفسهم والذي يتصفون بسوء المعاملة ، وكذلك أقران السوؤ العدوانيين ، وقد ترجع الجريمة إلى عوامل أخرى كأفلام الرعب والسينما ، وكالميل الإجتماعي الشديد لإقتناء السلاح في أمريكا .
ـ ثانيا : الجانب الإجتماعي..
تعتبر النظرية الإجتماعية من أشهر نظريات تفسير الجريمة ، وذلك ما ترجعه الجريمة إلى الفشل في عملية التنشئة الإجتماعية .
ولكن كيف يحدث مثل هذا الفشل ..؟ربما يرجع ذلك إلى الظروف المعكوسة التي يعيشها المجتمع الحديث من تقدير المال والسعي وراء النجاح المالي ..
وعلى ذلك يرجع الإجرام إلى ظروف المجرم الأسرية والإقتصادية التي تتصف بالفقر والبيوت المحطمة وانفلات الزمام .
في مثل هذه البيئات يصبح الناس متوحشين وغاضبون ومحبطون بما أنهم يرون غيرهم في نعيم محرومون منه وينمو عندهم شعور عدم المبالاة بحقوق الآخرين .
في إطار هذا قد يأخذون بالقوة ما يعجزون عن أخذه بالصورة المشروعة .وقد تكون عصابة أو مجموعة من الصغار الذين لا يشاركون المجتمع في قيمه . ولذلك ينخرطون في الجرائم ضد المجتمع . وهناك آخرون لا يلومون ظروف المجرم العامة ولا زملائة . وإنما يقولون بأنها مكانه الفرد في وسط جماعته هي المسئولة
حيث يبدو عليهم التسيب ، وهم أقل قدرة في المدرسة ، لهم سمعة سيئة في وسط جيرانهم ، ولذلك يلجأ الحدث الجانح إلى العصابة للتعويض أو كتبديل .
ـ ثالثا : الجانب البيوليوجي ..
هناك بعض العلماء الذين يردون الإجرام إلى عوامل بيولوجية ، وقالوأ إن السيكوباتي ربما يكون قد ورث جينات رديئة وربما يرجع ذلك إلى تدمير خلايا الدماغ أي عجز عصبي تجعلهم أقل إستجابة للقيود الإجتماعية . وهناك بعض الدراسات التي أسفرت عن أن الرجال أصحاب الـــ(YYX) كروموزوم يزيد عددهم بين المجرمين ، وهناك دراسات تؤكد أنهم أكثر عنفا وعدوانا . ولكن النقاد يقولون إن هذه الفكرة يجب أن تؤخذ بكثير من الحذر . حتى الباحثين الذين يعتقدون في وجود عامل وراثي يقولون إن جميع الرجال من هذا الصنف لا يتورطون كلهم في الجرائم . بعضهم يطيع القانون ويحيا حياة محترمة ..